هل تنجح بغداد بوقف إطلاق النار وعقد هدنة في غزّة؟

  • 6-11-2023, 13:14
  • سياسي
  • 329 مشاهدة
+A -A

قناة الأولى -  متابعة 

منذ اليوم الأول لانطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر المنصرم، أعلن العراق وبشكل رسمي وقوفه إلى جانب الحق الفلسطيني بالدفاع عن نفسه ضد الاحتلال، إلا إن الرد الصهيوني على العملية كان على طريقة التنظيمات الارهابية التي ترتكب المجازر دون محاسبة.

وتعالت صيحات وقف إطلاق النار بين كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس- والكيان الصهيوني إثر المجزرة التي ارتكبها الكيان بعد استهداف مستشفى المعمداني الأهلي بقطاع غزة، إلا إن الكيان لم يستجب للصيحات وواصل ارتكاب مجازر جديدة في جباليا وغيرها من أحياء القطاع المحاصر.

وفي الميدان العراقي تواصل الفصائل العراقية الضغط على الجانب الأمريكي عبر استهداف مصالحه وقواعده في العراق وسوريا لاجباره على وقف الدعم المقدم للكيان الصهيوني الذي يواصل عملياته دون توقف، لاسيما القصف الجويّ.

ويسعى العراق الذي خاض غمار الوساطة للصلح بين الجانب السعودي والإيراني أن يسخّر علاقاته لوقف اطلاق النار وعقد هدنة في غزة بعد طلباته اليومية عبر مواقفه الرسمية لادخال المساعدات الى قطاع غزة، والتي أرسلت بغداد أطنانًا منها إلى مصر بغية ادخالها عبر معبر رفح إلى فلسطين.

ليس أمامه إلا الضغط

ويحدد عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية النائب عباس الجبوري، اليوم الاثنين (6 تشرين الثاني 2023)، نقاط تاثير بغداد في عقد هدنة في غزة، فيما وصف في حديث تابعته "الأولى"، أن ما يجري في غزة بأنه مأساة لايختلف عليها اثنان مع ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى الى اكثر من 30 الفًا، 70% منهم من الاطفال والنساء ناهيك عن تدمير الاف الوحدات السكنية في صورة دامية تنقلها وسائل الاعلام كل دقيقة".

ويكمل الجبوري، إن" العراق ليس أمامه إلا الضغط واستثمار كل علاقاته وطرق كل الأبواب لتوفير هدنة في غزة لإنقاذ ما تبقى منها وهي مسؤولية انسانية وشرعية لفتح باب السلام وصناعة حل لمأساة لايمكن تخيل تداعياتها بالوقت الحالي لاننا امام موقف معقد وصعب جدا".

ويضيف، ان" نجاح العراق في صناعة مقدمات المفاوضات بين الرياض وطهران قبل توقيع الاتفاق بينهما في الصين تؤكد قدرته على لعب ادوار مهمة وفعاله على النطاق الاقليمي بالاضافة الى ان دوره سيزداد بعد زيارة وزير الخارجية الامريكي مساء يوم امس خاصة وان هناك تفهمًا لمواقف بغداد على الصعيد الحكومي والشعبي وأراؤها غير المنحازة من الاحداث في غزة وفي صناعة رؤية تكون بوابة للخروج من الازمة الراهنة".

جنوب وشمال غزة

وكان جيش الإحتلال أعلن مساء أمس الأحد (5 تشرين الثاني 2023) تنفيذ ضربات "كبيرة" في قطاع غزة وتقسيمه إلى شطرين. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري إن "ضربات كبيرة تشن حاليا وستتواصل هذه الليلة وفي الأيام المقبلة"، مؤكدا أن القوات التي تنفذ عمليات برية في القطاع قسمته شطرين: "جنوب غزة وشمال غزة".

بدورها أكدت حكومة حماس أن جيش الإحتلال يشن "قصفا كثيفا" حول مستشفيات عدة في شمال القطاع، حيث قطعت إسرائيل الاتصالات الهاتفية والإنترنت قبيل ذلك.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن محيط المستشفيات شهدت قصفا عنيفا، خصوصا قصف قرب مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع المحاصر.

"هذا يكفي"

في المقابل، أصدر مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة للأمم المتحدة بيانا مشتركا نادرا أبدوا فيه غضبهم من عدد الضحايا المدنيين في غزة، مطالبين ب"وقف فوري إنساني لإطلاق النار".

وكتب رؤساء الوكالات الأممية "منذ شهر تقريبا، يراقب العالم الوضع الحاصل في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب إزاء العدد المتزايد من الأرواح التي فقدت ودُمرت".

كما أعرب مسؤولو 18 منظمة، بينها يونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، عن أسفهم لعدد القتلى في الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقالوا في بيانهم "يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم، ويُحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويُقصَف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة. هذا أمر غير مقبول".

كذلك أضافوا أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى القطاع لمساعدة السكان. وكتبوا في البيان "نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن".

إلى ذلك، دعوا حماس إلى إطلاق سراح أكثر من 240 أسيراً نقلوا إلى قطاع غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حاضين كل جانب على احترام التزاماته بموجب القانون الدولي.

واستشهد نحو 10 آلاف فلسطيني، قرابة نصفهم من الأطفال، في القصف الإسرائيلي المدمر منذ بداية الحرب التي اندلعت في السابع من الشهر الماضي، إثر هجوم مباغت شنته حركة حماس الفلسطينية على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، وأودى بحياة أكثر من 1400 شخص حسب سلطات الكيان الإسرائيلي.