قناة الأولى -
أوّل موفَد فاتيكانيّ إلى سوريا الجديدة… غودجيروتي: أرى رغبة الشعب في الحياة.
أكّد رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة الفاتيكانيّة الكاردينال كلاوديو غودجيروتي في كلمته من سوريا أنّ زيارته الحالية كنسية بامتياز، ومن أهدافها الوقوف على أحوال المسيحيين هناك.
واحتفل غودجيروتي بالقداس الإلهي في كنيسة مقام القديس بولس-الطبالة، دمشق مساء أمس بمناسبة اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وتذكار اهتداء القديس بولس. وشارك في القداس بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، والسفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، والنائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنا جلوف، ولفيف من الأساقفة والكهنة وحشد من المؤمنين.
لكنّني أرى الحياة تنبض في دمشق، وأحد مظاهرها اكتظاظ الأسواق بالناس، وازدحام الشوارع بالسيارات وهو ما تسبّب في تأخري عن القداس اليوم. هذا أمر إيجابي لأنّني أرى أنّ هناك رغبة في الحياة».
وفي عظته، نقل الموفد الفاتيكاني محبة البابا فرنسيس وقربه من مسيحيي سوريا، وتضامنه الكامل معهم. وقال: «أعتز بأنّني هنا ممثِّلًا البابا فرنسيس... قداسته يعلم علم اليقين ما يجول في قلوبكم، وطلب مني أن أنقل إليكم رغبته في أن يملأ الله السلام الحقيقي والكامل قلوبكم».
وعن دمشق وأهميتها في المسيحية أوضح غودجيروتي: «دمشق مدينة جميلة ومشعّة، كانت كالملكة في عصر الإمبراطورية الرومانية، وما زالت ملكة، لكنّها تعاني الشيخوخة. على الطرق التي تسلكونها كلّ يوم حدث أمر عظيم جدًّا؛ شخص اضطهد المسيحيين بشدّة يسقط هنا على هذه الأرض ثم ينهض مجدّدًا... إنّه شاوول الذي أصبح بولس يكتشف في هذا المكان جمال المسيح الربّ وسرّه».
وأضاف: «الفضل في اجتماعنا اليوم يعود إلى بولس الرسول؛ فالكنيسة التي يمكن أن تكون تيارًا صغيرًا ضمن الديانة اليهودية، شرعت أبوابها في دمشق لتعانق العالم بأسره، لذا يُدعى بولس بحق رسول الأمم». وتابع: «من قصة بولس يمكننا استخلاص عبرة مفادها أنّ كنيسة المسيح يجب ألا تمسّ؛ فكلّ من يتعرض لها بالأذى يسقط أرضًا، وعليه أن يؤدّي حسابًا لما صنعه. "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" هذا إيماننا وهذه ثقتنا».
وأكمل غودجيروتي: «نحن بين يدي الله عظيم الرأفة. حتى المضطهد الأكثر شراسة يقع ويفقد البصر، وحينما تتفتح عيناه يفهم أنّ أسلوب العنف ورفض الآخر وقمعه هو رفضٌ لله نفسه. في هذا المساء عندما تعودون إلى منازلكم أخبروا عائلاتكم بأنّ الله انتصر والكنيسة لن يمسها سوء، فما من أحد يصارع الله ويبقى حيًّا. خذوا نفسًا عميقًا ثم الفظوا كلّ خوف وارتباك، وقولوا مع الرسول توما: "ربّي وإلهي" فتصير قوتكم أمام الاضطهادات بركة لجميع الشعوب».
وختم غودجيروتي بالتشديد على أهمّية الإيمان والصلاة قائلًا: «أمسينا جمعًا غفيرًا يرفع أيديه نحو السماء ويصرخ بكلّ ثقة: "نجِّ يا الله شعب سوريا"».