قناة الأولى - متابعات
في مشهد يعكس انحداراً أخلاقياً وتخلياً عن القيم الإنسانية، قامت شابة مغربية تبلغ من العمر 28 عاماً، تعيش في الدار البيضاء، باستغلال وفاة حماتها بطريقة صادمة لأجل تحقيق مكاسب مالية. بدأت القصة عندما كانت هذه الشابة، المتزوجة حديثاً، ترافق حماتها المريضة خلال لحظاتها الأخيرة. بدلاً من أن تقدم لها الرعاية والراحة في تلك الساعات الحرجة، اختارت الشابة استغلال الوضع بشكل غير إنساني.
قامت الزوجة بتسجيل فيديو يوثق لحظات احتضار الحماة دون علمها أو إذن من عائلتها. وفي خضم هذا العمل المشين، لم تكتفِ بتصوير المقطع فقط، بل عمدت إلى نشره على قناتها على موقع "يوتيوب" تحت عنوان كاذب يزعم أن حماتها لا تزال على قيد الحياة، وتحتاج إلى علاج مكلف. الهدف من هذا التصرف كان واضحاً: استدرار عطف المتابعين وجمع التبرعات المالية مستغلة التعاطف مع حالة إنسانية مزعومة.
الفيديو انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحصل على آلاف المشاهدات، ما جعل الشابة تجني مبالغ مالية كبيرة في وقت قصير. ومع انتشار الفيديو، تضاعف التعاطف مع الحالة المزعومة للحماة، وبدأ الناس بالتبرع بسخاء ظناً منهم أنهم يساعدون في إنقاذ حياة امرأة على شفا الموت.
لكن سرعان ما بدأت الشكوك تتسلل إلى عائلة المتوفاة، خاصة عندما لاحظت إحدى بنات الحماة الفيديو الذي نشرته زوجة أخيها. بعد تحقيقات سريعة واستفسارات من الجيران والأقارب، اكتشفت الابنة الحقيقة المروعة: أن والدتها كانت قد فارقت الحياة بالفعل قبل نشر الفيديو، وأن كل ما ورد فيه كان محض كذب واحتيال. لم تتردد الابنة في اتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث سارعت إلى تقديم شكوى ضد زوجة أخيها.
تحركت السلطات بسرعة استجابة للشكوى، حيث تمكنت عناصر الدرك الملكي في منطقة تيط مليل بضواحي الدار البيضاء من إلقاء القبض على الشابة. وبدأ التحقيق معها لمعرفة تفاصيل أكثر حول الظروف التي أدت إلى تصوير الفيديو، وكذلك لتحديد المبالغ المالية التي جنتها من خلال هذا العمل الشائن.
ويجري التحقيق حالياً مع الشابة، حيث تواجه اتهامات تتعلق بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهاك حرمة الموتى، والاستغلال المالي غير المشروع. هذه القضية أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع المغربي، حيث اعتبر الكثيرون ما قامت به الشابة فعلاً شنيعاً وغير مقبول، ويجب أن تواجه العقاب الرادع لكي تكون عبرة للآخرين.
القضية تسلط الضوء على مشكلة أوسع تتعلق بالاستغلال المادي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح البعض يستخدم هذه المنصات لتحقيق مكاسب شخصية بطرق غير أخلاقية، حتى لو كان ذلك على حساب القيم الإنسانية وأخلاق المجتمع.