قناة الأولى -
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديس قذراتس في 21 سبتمبر/أيلول من كلّ عام. قديس حمل شعلة الإيمان المسيحيّ بكلّ جرأة، ودافع عن المسيحيّين حتى النفس الأخير.
ترعرع في مدينة أثينا في أواخر القرن الأول. وقد جاء على لسان القديس إيرونيموس ما يأتي: «تثقَّفَ هذا القديس على يد أشهر علماء أثينا، وكان تلميذًا للرسل الأطهار». اشتهر بجرأة لسانه وقلمه المرهف، حتى تجلّت له كتابات دفاعيّة عن الديانة المسيحيّة. كما حمل شعلة الإيمان الحقّ إلى أماكن عدة، وبعدها عُيِّنَ أسقفًا في أثينا حيث كانت نيران اضطهاد المسيحيّين مشتعلة بقوّة. فدافع عنهم بكلّ جرأة متسلّحًا بإيمانه الحيّ. وراح يعترض على أحكام الولاة الجائرة ويحامي عن شرف الدين المسيحيّ وسموّ تعاليمه المقدّسة. ومن ثمّ أكّد حسن سلوك المسيحيّين ومدى إخلاصهم للمملكة، مستخدمًا الأدلة والبراهين الساطعة كالشمس.
وحين حضر الملك أدريانوس لزيارة مدينة أثينا، أعدّ قذراتس عريضة تضمّنت كلّ ما يُمارس بحقّ المسيحيّين من ظلم، وقدّمها بذاته إلى الملك الذي تأثّر عميقًا بما ورد فيها وكذلك أعجِب بالخطبة التي ألقاها. ومن ثمّ أصدر أوامره بأن يعامَل المسيحيون بموجب الشرائع وألا يُحكم على أيّ أحد منهم بالموت، إلّا لجرم ثابت وثقيل. وبعدها تابع هذا الأسقف المحصّن بكلمة المسيح رسالته على هذه الأرض، فتميّز بإدارته رعيّته بكلّ أمانة وغيرة رسوليّة، وكان لا يعرف تعبًا أو مللًا إلى أن انتقل لمعانقة فرح الحياة الأبديّة في العام 138.
لِنُصَلِّ مع هذا القدّيس كي نتعلّم كيف نسير على خُطاه، فندافع عن إيماننا الحقّ بكلّ جرأة وإخلاص وغيرة من دون كسل إلى الأبد.