الكلداني يبعث برسالة محبة إلى البطاركة ورؤساء الكنائس والاساقفة والرهبان والكهنة الأكارِم في العراق

  • أمس, 23:26
  • محلي
  • 230 مشاهدة
+A -A

قناة الأولى  


نحن نُحييكم ونُكرم رسالتكم الروحية، ونريدكم مُرشدين لنا، لتُعلّمونا تعاليم المسيح، وتزرعوا القيم الروحية الساميّة، وتدعموا المبادئ الإنسانية وتعززوا العدالة الاجتماعية، وتدافعوا عن كرامة الإنسان، كل إنسان، وتكونوا جسور سلام ومصالحة بين المتخاصمين، وطُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ، لِأَنَّهُمْ أَبْنَاءُ اللَّهِ يُدْعَوْنَ (متى 5: 9).


ننتظر منكم كلمةً شريفةً ونزيهةً في الشأن السياسي، وشجاعةً في الدفاع عن الحقيقة بعد سماعكم كل الأطراف، لا تخافوا ولا تنحازوا لطرفٍ ضدّ آخر، فأنتم رُسل السيد المسيح، ملك السلام. كونوا صوت الضمير الحي، مُذكّرين بالمبادئ الإنجيلية والبعد الأخلاقي في السياسة، ليبقى حضور الكنيسة نورًا يُضيء درب الأمانة والعدل والمحبّة.


حافظوا على مصداقيتكم ورسالتكم الروحية، وكونوا ضميراً يقظًا يُوجهنا جميعًا نحو الخير العام، بعيدًا عن المصالح الضيقة والحسابات الانتخابية. لستمُ سياسيين حتى تُديروا العملية السياسية، وليس لديكم برنامجٌ سياسي حتى تتقاطعوا مع أحزابٍ وكُتلٍ سياسية، أو تتورطوا في استقطابات السياسة ودهاليزها، فرسالتكم أعظم من أن تتلطّخ بمساومات السياسية وتقلّباتها، فأَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ، وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ" (لوقا 20: 25)، وهذا يتطلب تمييزاً دقيقاً بين القيادة الأخلاقية للكنيسة والتورط المباشر في السياسة.


شجعوا المؤمنين على المشاركة في الحياة المدنية، لأن المشاركة المسؤولة في الشؤون العامة واجب أخلاقي. ومع ذلك، من الضروري أن تبقى موارد الكنيسة مكرسة لرسالتها الراعوية وخدمة الفقراء، وألا تُستخدم في الانتماءات السياسية الحزبية. يجب أن تحكم الشفافية والعدالة والنزاهة جميع القرارات، لضمان بقاء الكنيسة أداة وحدة لا انقسام.


لستم طرفًا في التنافس الحزبي، ولا يجوز أن توجهوا الناخبين نحو حزبٍ معين أو مرشحٍ دون آخر، فالجميع هم أبناء كنائسكم. تمويلكم حملاتٍ انتخابية لأحزاب مسيحية ومرشحين للانتخابات من مالكم الخاص أو من أموال الكنيسة، جريمة سرقة يُحاسبكم الله والقانون عليها. اصطفافكم إلى جانب حزبٍ مسيحي بالضد من أحزابٍ أخرى، يُعد تعاطياً في الشأن السياسي. دعمكم الصريح لمُرشحٍ مسيحي دون آخر، هو تدخل فاضحٌ في الشأن السياسي. ترشيحكم لمسيحيين ليشغلوا مناصب سياسية يُحسب تورطاً في الشأن السياسي. إدارتكم لاجتماعات الاحزاب وتنسيق أنشطتها الانتخابية وتحالفاتها السياسية يُعد خيانة لرسالتكم الروحية.

 التعاطي في السياسة ليس عملكم، فرسالتكم اسمى من العمل السياسي، عملكم هي النصيحة الابوية التي تقدموها لنا والتي تنطلق من روح المحبة في الانجيل. 


نحن نُُحبكم آباء ومعلمين ومُرشدين، فكونوا لنا رعاة حقيقيين ، وقدرا لهذه المسؤولية العظيمة، وليَرَى النَّاسُ أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 5: 16). 

  

ريان الكلداني 

31 كانون الثاني ٢٠٢٥