قناة الأولى -
نستنكر الأحداث المؤسفة التي شهدها قضاء زاخو من قبل قوات الأسايش أثناء مراسيم إحياء ذكرى شهداء قرية صوريا الكلدانية، حيث جرى انتهاك حرمة المناسبة والاعتداء على مشاعر أبناء المكون المسيحي. إن هذا التصرف يمثل إساءة بالغة لتضحيات الشهداء ولمعاناة شعبنا الذي لا يزال يتعرض للتهميش والإقصاء.
لقد اجتمع أبناء شعبنا لإحياء ذكرى مجزرة صوريا، تلك الفاجعة التاريخية التي طالت الأبرياء من الكلدان قبل أكثر من نصف قرن، فإذا بالحدث المؤسف الاخير في قضاء زاخو يضيف جرحاً جديداً ويترك أثراً مؤلماً في الذاكرة الجماعية في اليوم ذاته.
إن ما جرى يحول مناسبة إنسانية هدفها استذكار التضحيات وتكريم الشهداء إلى لحظة توتر وألم، وهو ما يسيء لروح المناسبة ويضع حكومة الاقليم ومؤسساتها الامنية أمام مسؤولية مضاعفة في إظهار الحرص على احترام حقوق جميع المكونات وصون كرامتها. فالثقة المتبادلة والشراكة الحقيقية لا يمكن أن تبنى إلا على أساس العدالة، والالتزام بمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.
وفي الوقت ذاته، نوجه عتاباً إلى الشخصيات والجهات السياسية التي تدّعي تمثيل المسيحيين والدفاع عن حقوقهم، إذ كان الأجدر بها أن تكون في الصفوف الأمامية لحماية أبناء شعبنا وصون كرامتهم، لا أن تقف موقف المتفرج أو الصامت. إن الصمت في مثل هذه المواقف يُعدّ تخلياً عن أمانة التمثيل وخيانة لثقة أبناء شعبنا.
وعليه، نطالب بفتح تحقيق شفاف لمحاسبة المتسببين وضمان عدم تكرار هذه الأحداث ، كما ندعو ممثلي شعبنا الحقيقيين إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية والسياسية بجدية، بعيداً عن المصالح الضيقة، والعمل بصدق وإخلاص من أجل حماية حقوق وكرامة شعبنا المسيحي أينما وُجد.
الخلود لشهداء قرية صوريا، والكرامة لشعبنا، والخزي لكل من يحاول النيل من وجودنا وحقوقنا.
دانا ئامانج نجيب
رئيس كتلة حركة بابليون النيابية
برلمان كردستان-العراق
