لماذا تصر واشنطن على دعم الحرب في غزة؟

  • 5-11-2023, 19:00
  • دولي
  • 229 مشاهدة
+A -A

قناة الأولى -متابعة 

تشير تقديرات الخبراء إلى أن التطورات في المنطقة لا يمكن التنبؤ بها، أو تحديد مساراتها، في ظل احتمالية اتساع رقعة الحرب في أي وقت، حال استمرار الحرب في قطاع غزة.
وفق الخبراء، فإن واشنطن تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بوجودها في المنطقة، بعد انسحاب سابق، إذ ترغب في فرض هيمنتها مرة أخرى من خلال دعمها لإسرائيل.


تهديدات النووي

وكان وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف، قد صرح بأن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة، هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع.
ويشير تصريح الوزير الإسرائيلي إلى أن بلاده ماضية في حملتها الموسعة في القطاع، بعد أن فاقت أعداد القتلى 9 آلاف حتى اليوم.
ويقول تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام إن إسرائيل تتبنى سياسة نووية غير شفافة منذ فترة كبيرة، مشيرًا إلى أنها لا تعترف أنها دولة نووية ولا تنكر ذلك رسميا.
وبحسب تقديرات اتحاد علماء الذرة الأمريكيين في 2023، فإن إسرائيل تصنف ضمن الدول النووية الـ9، وتمتلك نحو 90 قنبلة نووية.
مسارات معقدة.
من ناحيته قال الشرقاوي الروداني، الخبير الاستراتيجي المغربي، إن الأمور تسير إلى التعقيد، وكل المؤشرات تظهر أن المنطقة برمتها دخلت مرحلة اللايقين الاستراتيجي.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الموقف الأمريكي والغربي الرسمي يبين أن هناك استراتيجية جديدة قيد التنفيذ من خلال "سياسة شرق أوسط جديدة"، ستكون فيها موازين القوى مختلفة عما كان في السابق.
ولفت إلى أن قواعد الاشتباك في هذه الحرب تختلف في محدداتها بين الأطراف المعنية، وأن التوازنات في المنطقة سيكون مآلها الاهتزاز.


سيناريوهات الحرب

سيناريوهات عدة باتت تلوح في الأفق إزاء التطورات الحاصلة، إذ يشير الروداني إلى أن "دخول "فيلق القدس" أصبح أمره محسوما، بالإضافة إلى تحرك "منظمة بدر" في العراق وفصائل أخرى، من خلال استهداف الأصول الأمريكية والغربية في المنطقة، خاصة قاعدتي "عين الأسد" و"حرير" من قبل ما تسميه إيران محور "المقاومة الإسلامية".
وأشار الروداني إلى أن الوضع الراهن قد يغير من المشهد الأمني في المنطقة وخاصة في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.
حول تأثير الأزمة الراهنة على السياسة الدولية، أوضح أن عدم وجود توازن في المواقف الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تجاه ما يقع في غزة والضفة الغربية، سيكون له تأثيره الكبير على مجموعة من الملفات السياسية الدولية التي لها نقط تماس مع مواقف دول عربية.


اتساع رقعة الصراع

وتابع الخبير: "في الأيام الأخيرة، كانت هناك هجمات على قواعد عسكرية أمريكية في العراق وقد لعب فيلق القدس دورا تنسيقيا ولكن مع مرور الوقت سيكون هناك دور عملياتي لعناصره من خلال مد الفصائل التابعة له بصواريخ وأسلحة ستغير من معايير الاشتباك في مجموعة من الجبهات".
بشأن الدعم الأمريكي لإسرائيل، يرى أنه يمكن قراءته من خلال استراتيجية التوازن عبر الشاطئ، خاصة بعد الانسحاب الاستراتيجي من المنطقة لفائدة منطقة المحيطين الهندي والهادىء.
يفسر الخبير هدف عودة واشنطن للمنطقة عبر دعم أحد حلفائها الاستراتيجيين في المنطقة بخلق توازن جديد ما بين العقيدة الجيوسياسية للشرق الأوسط الكبير والعقيدة الجيوسياسية للمحيط الهندي الهادئ".
واستبعد الخبير إمكانية استخدام إسرائيل للسلاح النووي في قطاع غزة لعدة اعتبارات مرتبطة بأهداف العملية العسكرية الإسرائيلية في حد ذاتها.
ويرى أن الاتجاه والأسلوب التي تدار به المعركة وقواعد الاشتباك يشير إلى أن واشنطن قد تتخذ خطوات من خلال تثبيت إدارة مؤقتة في غزة، ستكون لها الأولوية في إعادة الإعمار، وكذلك إنهاء التواجد المطلق لحركة حماس في المنطقة كجزء من التخطيط الأول.
وأشار الخبير إلى أن المرحلة الثانية قد تتمثل في مفاوضات حول إعادة تمركز السلطة الفلسطينية في غزة.


استبعاد خيار النووي

في الإطار، قال الخبير السياسي العراقي عبد الكريم الوزان، إن الحرب الحاصلة في غزة رسخت من الكراهية ضد الغرب وفي المقدمة واشنطن.
واستبعد الخبير السياسي إمكانية استخدام السلاح النووي في غزة، معتبرًا أن تصريحات الوزير الإسرائيلي هي "زلة لسان"، كما يرى أن إسرائيل ستخضع في النهاية للضغط الدولي، بما يفتح الباب نحو مسار حل الدولتين.
وأشار إلى أن رقعة الصراع قد تتسع بما يخرجها عن "السيطرة"، حال استمرار العمليات على القطاع، خاصة مع انحياز واشنطن لإسرائيل.
وأسفر القصف عن سقوط أكثر من 9 آلاف و100 قتيل وأكثر من 23 ألف إصابة، فيما أدت المواجهات في الضفة الغربية إلى مقتل نحو 150 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2200 آخرين.